
جيل “التشكن نجتس” — ومن هم حقًا
، صار يتكرر وصف الكثير من هذا الجيل بـ “جيل التشكن نجتس”.
يُقال بعفوية، أحيانًا بابتسامة، ودائمًا بافتراض إننا نفهم المقصود تمامًا:
العمانيون المتحدثون بالإنجليزية، خريجو المدارس الخاصة، كثير منهم من خلفيات مختلطة.
اللي كبروا على قناة ديزني بدل سبيستون، واللي ذوقهم، هويتهم، ولهجتهم… دائمًا في المنتصف.
ليسو محليين تمامًا، ولا أجانب بالكامل.
جيل يُنظر إليه وكأنه “بين البين”، لا ينتمي بالكامل لأي طرف، لكنه يحمل شيئًا من كلا العالمين.
إنه وصف طريف، وليس بالضرورة غير دقيق.
لكنه يفتح بابًا لنقاش يستحق أن يُطرح.
في عماني آركايف، كثير من جمهورنا ينتمي بالفعل إلى هذه الفئة “الواقعة بين عالمين”.
لكن ما لاحظناه هو أن هذا التواجد في المنتصف لا يأتي دائمًا من باب الرفاهية أو الامتياز، بل من حاجة لغوية وثقافية — وأحيانًا بيئية أيضًا.
كثير من هؤلاء الشباب قضوا سنوات طفولتهم في دول أجنبية، بعيدًا عن البيئة العمانية التقليدية أو نشأوا في منازل يتحدث فيها أحد الوالدين العربية، والآخر السواحلية أو البلوشية أو الأردية.
فتصبح اللغة الإنجليزية هي المساحة المشتركة التي تُمكّنهم من التواصل مع أسرهم ومحيطهم.
ليس لأنهم يسعون لتقليد “الغرب”، بل لأنها ببساطة اللغة التي تؤدي الغرض.
هم ليسوا ضائعين.
هم فقط يحاولون التوازن بين أكثر من هوية.
والمثير للاهتمام أن هذه الفئة كثيرًا ما تتحول إلى جسر.
عندهم فضول. عندهم رغبة في إعادة التواصل.
يريدون أن يعرفوا الـ “لماذا” خلف العادات، والـ “كيف” خلف التفاصيل، والقصص التي تقف خلف الأماكن التي مرّوا بها لسنوات دون أن يتوقفوا عندها.
عماني آركايف أصبح مساحة يشعر فيها هؤلاء الشباب بالراحة للسؤال، والتعلُّم، والمشاركة —
إلى جانب أولئك الذين لطالما شعروا بأنهم متجذّرون في الثقافة
ربما هذا الجيل — المتقن لعدة لغات، ومراجع، وثقافات — هو بالضبط ما تحتاجه عُمان اليوم.
ليس كتمرّد على التقاليد، بل كتذكير بأن الهوية يمكن أن تتمدد… وتبقى راسخة.
كتابة: ندين آل تويه
ترجمة: بيسان الكندي